قصص

قصه بيبو و بشير

قصه بيبو و بشير .. مش قادر اتنفس.. حاسس بحاجه ضاغطة على صدري بشكل رهيب، سامع أصوات ترزيع على الباب جامدة بس مش عارف أقوم افتح للي بيخبط… كل تفكيري دلوقتي كان اني خلاص ميت وبنتقل للعالم الأخر، لكن انا حسيت بخبطة الموبايل لما وقع على ايدي من كتر الرن الكتير، اتاريهم برا بيرنوا عليا وأنا مبردش..
عدى دقيقة، ممكن اتنين!!.. لكن الحمدلله بدأ جسمي يفك تدريجيًا أكن شخص كان مكتفني وبدأ يفكني واحدة واحدة.. لكن مش شخص ده كان الجاثوم.. تقريبًا جه يزورني في أول يوم شغل ليا.. شغل ايه بقى؟.. فانا اشتغلت في شركة صناعة اسمدة وده مش من حبي ليها، بالعكس كان عشان الاقي شقة ابات فيها يومين لغاية ما ربنا يفرج بتمن ايجار، بعد.ما سيبت مراتي.
نرجع لصوت الترزيع اللي كان على الباب واللي انتهى بمجرد ما قومت من على السرير، اصلهم كانو بيخبطوا يصحوني، وتقريبًا فقدو الامل فيا فسابوني، هما مين؟.. فدول بيبو و بشير.. اخوات توأم قاعدين معايا في السكن، وده طبعّا مش اسمهم الحقيقي، بس زي ماتقول اسم الشهرة.. من غير ماخش في تفاصيل مالهاش لازمة ومملة، فانا بعد ما جهزت نفسي وحالي عشان انزل الشغل، اكتشفت اني نسيت المكوة، فروحت اشيلها من الفيشة، لكن سبحان الله.. المكوة كانت متشالة من الفيشة لوحدها، مستغربتش لأني كنت متأخر فخدت بعضي ونزلت لكن بعدها بساعتين لقيت موبايلي بيرن واللي كان بيرن بيبو، فتحت عليه بكل هدوء وقولت:
-ايه يا حبيب اخوك، في حاجه ولا ايه؟
-لا مفيش اصلك نسيت المكوة في الفيشة، ولولا انها كانت على ضهرها كنا ولعنا كلنا..
-مكوة!!.. مكوة ايه!!.. انا متأكد اني فصلتها قبل مانزل، دي الحاجه الوحيدة اللي اتأكدت منها.
لقيته بكل هدوء قال:
-بعد كده ابقى خد بالك، مش كل اللي بنشوفوا حقيقة.. المهم انها عدت على خير، وكويس انك صحيت عشان فضلنا نصحي فيك كتير وانت ولا هنا.
-تقريبًا الجاثوم كان بيزورني حاجه زي كده، بس للأسف مخدش حياتي معاه يالا مش مشكلة.
-اه.. طب سلام دلوقتي عندي شغل.
لكن قبل ما يقفل السكة سمعته وهو بيقول:
-ده باين عليه مجنون ده ولا ايه…
بعدها الخط قطع، لكن حقه مش هظلمه، لان وارد جدا ابقى مجنون ومحتاج دكتور، حسيت بده كتير.. لكن كده انا مبسوط، اليوم عدى بكل سلاسة على كل العمال معادا انا اللي كان لازم اعمل مشكلة مع مديري في نهاية اليوم، البيه جي يقولي وهو بيزعق:
-متتاخرش تاني، مش كفاية جايبنلك شقة على حسابنا وانت لسه متثبتش في الشغل.
كان نفسي اقولكوا رديت قولت ايه، بس المستمعين هيزعلوا.. اصل الشتيمة خدشت حيائه.. سكت يعني بمعنى أصح، اصله انسان خمورجي بيخون مراته كل يوم، عايزني اقوله ايه يعني.. بس كويس، اصل من ساعة ما عرف اني عارف سكت.. ماهو الانسان كده أصله بجح..
يومي خلص على كده في الشغل وقررت أرجع شقتي خلاص بعد انتهاء اليوم وبالفعل ده اللي حصل لما رجعت البيت ولقيت بيبو وبشير قاعدين في الصالة مشغلين التلفزيون، ومن غير لا سلام ولا كلام خدت بعضي ودخلت الحمام خدت الدش المحترم وروحت في النوم، اصل الواحد بقاله أربع أيام مش نايم… صحيت تاني يوم الصبح عادي جدًا زي اي يوم طبيعي، بعدها نزلت من غير ماكوي هدومي حتى عشان المكوة متعملهاش معايه تاني، وأول ما وصلت الشغل الاقي بشير بيتصل بيا ويقول:
-مشيلتش فيشة المكوة ليه بردو؟؟
اتعصبت بكل تلقائية وقولت:
-مكوة ايه!!.. أنا اساسا مستخدمتهاش، بقولكو ايه جو العفاريت اللي عليا ده مبحبهوش لحسان وديني هطلع جو العفاريت ده عليكوا.
فضلت ثواني مستني يرد، لكني كنت سامع صوت بيروح ويجي، صوت بيقولي انه قفل السكة في وشي، لو تفتكر إن الموضوع ضايقني فده محصلش، بالعكس ريحني… بس الراحة دي ماكنتش أكبر من راحة الشغل اللي كنت حاسس بيها لأني ببساطة مشتغلتش طول اليوم اطلاقًا، بالعكس قاعد بشربلي في شاي وقهوة بس.. اصل اللي تمسكه من أيده اللي توجعه بيسلملك التانية، المهم يومي خلص والمدير ثبتني في الشغل لكن في مقابل إن مراته متعرفش حاجه، فضلت أخوفه شوية لكني بيني وبينكم الموضوع ماكنش في دماغي، الواحد سايب عياله ومراته عشان يدلع نفسه.. أصلهم نكد بعيد عنكم..
لغاية هنا كانت كل حاجه هنا كانت تمام وفل أوي لغاية ما نزلت في نفس اليوم ده بار اشربلي كاسين ينسوني الماضي اللي يغيظ على رأي الأستاذ بومبا، كاس في التانية الدنيا بدأت تروح مني خالص، لقيت اللي توصلني البيت وقتها، اصلها كانت خدومة جدًا، وبمجرد ما وصلنا البيت بشير كان قاعد على التلفزيون وبدأت يتعصب عليا وازاي تعمل كده وازاي تجيب القرف ده في شقتي.. اكدب عليكوا لو قولتلكوا عرفت أرد لأن للأسف كنت تقلت في الشرب ووقعت من طولي، وتقريبًا كنت بهلوس وقتها لما لقيت بيبو وبشير واخدين الست اللي معايا وداخلين اوضة النوم.. من ثواني كان بيدعي الشرف بس الأنسان أصله كده.
عدى وقت مش قادر أتذكر هو قد ايه لكني قومت من مكاني ودخلت لأوضتهم لقيتهم نايمين!!!.. قولت في سري وقتها:
-هو ايه الهزار ده بقى!!.. هو انا تقلت أوي كده ولا ايه.
بس الظاهر ان احنا ماكناش لوحدنا في الشقة لما لقيت حد بيخبط على ضهري وأيده متلجة لما بدأ يتكلم ويقول:
-ايه يا سيف.. مالك كده مش داري بحالك لي؟
جيت أبص أشوف مين بيتكلم لقيته شادي.. شادي ده بقى كان صاحبي من ابتدائي، أول ما شوفته خدته بالحضن وقولت وانا مسقط حرفيا من الشرب:

 

-ايه يا شادي يا أخويا، وحشني والله.. بس أنت بارد كده ليه، أسف أقصد متلج يعني كده ليه.. بس حلو حلو الدنيا حر.
في اللحظة دي بدأ يسخن أكتر ومن السخونية كنت فوقت وقتها وأول ما بصيت في وشه لقيت الجحيم، وش غاضب وملامحه قاسية، جريت من مكاني زي المجنون لكن أجري أروح فين!!.. يدوبك وصلت لباب الشقة جيت أحاول افتحه لقيته مش بيتفتح كان متربس تمامًا، الكائن المرعب ده بدأت ملامحه تتغير ويبقى أنسان طبيعي أصلع، لابس نضارة.. وماسك في ايده كشكول ومسطرة، وقتها كان متوجه ناحيتي بخطوات سريعة وباين على ملامحه الغضب، حاولت امتص غضبه وقولت:
-ايه يا أخينا، مالك متعصب ليه، ماتهدى كده ونحل الأمور ودي زي مابنقول.
وقتها كان رفع الكشكول اللي في أيده ولسه هيضربه فيا وأنا بحاول اتفادى الضربة دي، لكن الكشكول بدراعه بجسمه كله أخترقني تمامًا وبدأ صوت ست يظهر وهي بتصرخ وتقول:
-يا ابو خالد بالله عليك أرحمني، أنا معملتش حاجه يابو خالد.
ببص أشوف مين بيتكلم لقيتها فعلا ست بتضرب من ابو خالد اللي بتقول عليه ده وهو بيقول:
-بقى أنتي يا بنت ربيع بتكسري كلمتي.. انا ابو خالد محاسب مصنع الاسمدة ده كله يتكسر كلمتي ومراتي تنزلي في نصاص الليالي، لا وابنك بيبو والتاني بشير اللي فاكرين نفسهم لاعيبة كورة وكل يوم والتاني في ملعب شكل، أنا هسيبلكوا البيت وأهج وابقي قابلوني لو لقيتوا حد يصرف عليكوا.
في اللحظة دي كانت الست بتقرب من رجله تبوسها وتقول:
-والله نزلت عشان اجيب المكوة، ما عيالك مش راضيين ينزلو، قولت اجيبها عشان اكويلك هدومك الصبح ياخويا.
-المكوة!!.. المكوة اللي كل يوم ننساها في الفيشة وفي يوم هتولع فينا.، أنا بقى هسيبلكوا البيت، وخلي ولادك اللي بتدلعيهم ومقوياهم عليا دول يصرفوا عليكي.
في اللحظة دي مراته أتحولت، من الملاك البرئ اللي عايز يحافظ على اسرته لصقر بينقض على فريسته في تلك اللحظة لما قالت:
-عيالي؟… عيالي دول أشرف منك يا خمورجي .. بتدعي المثالية وأنت أساسا انسان غير سوي نفسيًا، بدل ما تاخد بإيد عيالك العاجزين وتشجعهم انهم يحققوا حلمهم في ظل ظروفهم اللي مروا بيها.
فجأة لقيت بيبو وبشير اللي هما معايا في السكن فعلا طلعوا من اوضة النوموبس الغريب انهم كانت ايديهم مقطوعة!!.. لكني لاحظت حاجه بتلمع في رجل بشير، ولما ركزت اوي مع الحاجه دي اكتشفت انها سكينة!!.. سكينة كان حاططها بشير بين رجله، وبحركة سريعة متوقعتش انها تطلع منه لقيت السكينة اتحدفت بالضبط في وسط رقبة ابوهم… الغريب ان الأم كانت بتضحك بهستيريا، حسيت إنها جالها انهيار عصبي كامل.. مش بس كده، ده من الواضح انها اتجننت لما قالت:
-كان لازم يموت يا ولاد، هو كان محتاج يحصل له كده.. بس انتو شطار وهتبقوا احسن لاعيبة كورة، بس مش هنا.. فوق.
في لحظة كانت ماسكة السكينة ودباها في بشير، الغريب ان بيبو كان واقف بيتفرج ومستسلم تمام.. واللي عرفته من طريقته انه اساسا اخرس هو واخوه، امه وقتها بدأت تتكلم وتقول:
-متخافش يا بيبو، انت عارف انا بخاف عليكوا قد ايه، وانتو مش هتعرفوا تعيشوا هنا يابني… انتو مكانكوا فوق… هو يتصرف بقى.
بعدها في لحظة كان طيرت رقبة بشير معايا، كل حاجه تخلص هنا!!.. هي كمان قتلت نفسها بدم بارد بعد ضحكات هستيريا مرعبة.. لكن قبل ماتموت كانت بصالي وبتقول:
-متنساش فيشة المكوة محطوطة قولت..
في نفس اللحظة حسيت بريحة شياط في المكان، ببص حواليا لقيت كل حاجه رجعت لطبيعتها لكن كان في ريحة دخانه.. ريحة الدخانة دي وصلت لنار كانت حواليا بتاكل في المكان كله… تدريجيًا اغمى عليا لغاية ما صحيت في المستشفى وعرفت انه المكوة ولعت في الشقة كلها، وقتها والشخص اللي انقذني كان قاعد وقال حاجه غريبة جدًا اني ازاي اقعد في الشقة لوحدي ده قبل ما ارد عليه واقول:
-هو ازاي محدش شال فيشة المكوة!!
وقتها استغرب جدًا وقال:
-انت اللي ازاي قاعد في الشقة الملعونة دي لوحدك، انت متعرفش انها ملعونة، والمصنع مع ذلك محتفظ بيها.. اديهم لبسوك فيها.

 

رديت عليه بكلام متلغبط مش قادر اقول غيره.
– ازاي!!.. انا كان معايا واحد اسمه بيبو والتاني اسمه بشير، بس بدأت اشوف حاجات وقتل، ده كانت ايديهم مقطوعة وحاجه مرعبة حقيقي كنت بشوفها.. انت فاهم حاجه؟
-بص يا استاذ الشقة دي من 15 سنة اتقتل فيها عيلة كاملة والتفاصيل اللي بتقولها دي محدش يعرفها غير ربنا.. ومن ساعتها اللي بيقعد فيها مبيكملش ليلة وبيمشي لانه بيلاقي بيبو وبشير قاعدين معاه في الشقة، ولما يجي حد يشوف فعلا في حد موجود ولا لا مش بيلاقوا حد.. عامتا انا لازم امشي استأذن انا بقى.
فعلا كان مشي لكني كنت مصدوم من كل اللي حصل لكن صدمتي مكنتش خوف من الموت، قد مانا خايف من موتي قبل ما صالح مراتي وابني.. ابني عبدالله.. عبد الله اللي فضل سنين يعاني من المرض اللعين اللي كلكم عارفينوا، لغاية ما يشاء القدر انه يفقد بصره، ومن الأنانية اللي انا كنت فيها سيبتهم وهجرتهم، لكني هرجع.. هرجع وهسند الست اللي فضلت في ضهري، وابني اللي عانى كتير بسبب المرض اللعين وبسببي..

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه فندق محطة الرمل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى